كنتُ هنا قبل الأركيولوجيا،
عشتُ بين النّعام و الوعول و البقرِ الوحشيّ
عربيّا
عصرت ماء الكرش وشربته في الصّحاري التي لا ماء فيها
وكنتُ مستأنسًا بالقرب من مقام النبيّ موسى، وخطاي في طريق الآلام التي سارَ بها يسُوع،
كنت سعيدًا كقُبّرة،
وعهدت إلى نفسي أن ألبد لبود الراعي على عصاه خلف غنمه، وهي تجرّ ذيلها إذا مشت، ولها الحق أن تَميسَ في ذلك.
دمت على هذا آمنًا أشدو وأطرب لجرح على جرح حتى لم أعد أشعر بالألم،
كنتُ هنا وفي طريقي نظَمْتُ أشلاء تمس النبض العميق فيّ
أجْبُرُها لأصنع منها ترياق دائي الوبيل في المساء
ورضيت بهذا الوضع، وكنتُ قنوعا بما جَبرت في المساء.
إلى أن أتت دبّابة المعتدي.

اللوحة للفنانة رلى حمزة