ينطلق يوم الأربعاء، 20 آذار/ مارس 2019، مهرجان حيفا المستقلّ للأفلام بدورته الرابعة، بداية من مؤتمر صحافي يُقام في مسرح خشبة عند الساعة الخامسة عصرًا. في الساعة الثامنة مساءً، في مسرح الميدان، يُفتتح المهرجان مع الفيلم الفلسطينيّ “مفك” (2018) للمخرج بسام جرباوي، بحضور الممثلين والممثلات: عرين عمري، محمد بكري، زياد بكري، رياض سليمان وحنّا شمعون.
على مدار سبعة أيام، سيعيد مهرجان حيفا المستقلّ للأفلام اكتشاف التاريخ الفلسطينيّ من خلال الأرشيف السينمائيّ، عبر عرض أفلام عن الثورة الفلسطينيّة والأرشيف الفلسطينيّ، كما ورش عمل، دروس الخبراء ومعرض فنّي، كأهمية لربط حيفا والحاضر بتاريخ المكان، وإعادة تشبيك الجمهور مع تاريخه الجمعيّ.
ويوفّر المهرجان لجمهور حيفا ومن يستطع الوصول إليها، أفلامًا عربيّة، ما كانت لتُعرض في فضاءات حيفا الثقافيّة، لولا وجود مهرجان سينمائيّ فلسطينيّ مستقلّ. وهذا لعلاقة المهرجان المستمرة مع العالم العربي، صنّاع أفلامه وقصصه، وهي علاقة أساسيّة بُنيّ عليها المهرجان منذ تأسيسه، بهدف إعادة بناء الجسر ما بين حيفا والعالم العربي من خلال السينما.
سوريا والجزائر ولبنان في الواجهة
وفي دورة هذا العام، يُسلط المهرجان الضوء على سوريا والجزائر، من خلال عروض أفلام عديدة، روائيّة وتسجيليّة، منها؛ فيلم “عن الآباء والأبناء” للمخرج طلال ديركي، الذي كان مرشحًا للأوسكار 2019، فيلم “العبور” لجورج كوريان، فيلم “لكل جرح عالم” لدالية كوري، “حصار” لوسيم صفدي. وهي أفلام تُسلط الضوء على الواقع السوري في هذه المرحلة، سواء تحت حكم النظام و/أو الحركات الجهادية، اللجوء وكذلك الحياة في الجولان السوري المحتّل.
وفي الأيام التي تمرّ الجزائر بحراك شعبي، اختار المهرجان عرض أفلام تحكي السردية الجزائرية التاريخيّة والمعاصرة أيضًا. من الأفلام المشاركة: “في رأسي رون بوا” لحسين فرهاني، فيلم “vote off” لفيصل هامون، وغيرها من الأفلام التي توفّر مساحة معلوماتيّة، مسليّة، مؤثرة ومضحكة وتعبّر عن الجيل الجديد من السينمائيّين والسينمائيات الجزائريين والجزائريات.
من لبنان، ستُعرض مجموعة من الأفلام المليئة بحسّ الفكاهة المعدي، التي تعرض بأساليبها الخاصّة، فيها من التهكميّة والسخريّة، واقع لبنان اليوم، تُدمج بنظرة ثاقبة ونقديّة على ماضي لبنان وحاضره. من هذه الأفلام؛ “إحساس أعظم من الحبّ” لماري جيرمانوس سابا، وفيلم “آخر أيام رجل الغد” لفادي باقي.
في حديث مع حنان واكيم، عضو لجنة اختيار الأفلام، قالت إن اختيار الأفلام تم من ضمن مئات الأفلام التي تقدّمت للمهرجان، بالإضافة إلى تلك التي تم اختيارها من قبل اللجنة بناء على متابعة أعضائها من ناشطين وناشطاتات في الحقل السينمائي للمشهد السينمائيّ الفلسطينيّ، العربيّ والعالميّ. وتتابع حنان: “هنالك أيضًا تركيز على السينما الفلسطينيّة لهذه الدورة، حيث حاولنا أن نضم قدر الإمكان مساحة للإنتاج الفلسطينيّ، سواء من الداخل، الضفة الغربية، غزّة والشتات. كمحاولة لتشكيل صورة عما تضم السينما الفلسطينية اليوم، إلى جانب العربية، خاصة بتنوع مواضيعها السياسية والاجتماعية. كما لدينا أفلام غير عربيّة، وهي تحاكي بقضاياها واقعنا إلى حدّ ما، مما شعرنا أن الجمهور سوف يتواصل معها. بالإضافة إلى أفلام طلبة من كلية دار الكلمة في بيت لحم، حيث يرى المهرجان نفسه أيضًا مساحة لاحتضان إبداعات شبابية”، وتضيف حنان: “تكمن أهمية المهرجان بخلق جسر بين أجزاء فلسطين من خلال السينما، وبين فلسطينيّي الداخل مع امتدادهم الطبيعي الفلسطيني والعربي، هذا كله في ظروف سياسيّة معقّدة، مع الحاجة أحيانًا لتوضيح الواقع السياسي الذي نعيشه في الداخل الفلسطينيّ من جهة، والتأكيد على استقلالية المهرجان من جهة أخرى”.

جانب من حضور المهرجان في العام 2018
إعادة بناء الجسور بطرق عديدة
الامتداد الطبيعي الذي يجسّده المهرجان، لم يرتكز هذا العام فقط على عرض أفلام من العالم العربي، إنما أيضًا بأن يتكوّن طاقمه من أعضاء غير فلسطينيّين/ات. فهذا العام، انضمت سامية لعبيدي، منسّقة لبرنامج المهرجان، حيث تعمل معه من تونس عبر وسائل التكنولوجيا المتاحة. وفي حديث معها، قالت: “بناءً على الدورات الثلاثة الأولى من مهرجان حيفا المستقل للأفلام والعمل المتميز الذي قاموا به زملائي في تحفيز ثقافة السينما محليًا وفي إقامة هذا المهرجان كحدث لا يمكن تفويته في المشهد الثقافي وفي هويته العربيّة الفلسطينيّة، أردت استخدام موقفي كمواطنة تونسية لبناء مزيد من الجسور بين حيفا والدول العربية، وإعادة تقديم سرديات جميلة وقوية إلى فلسطين”، وتتابع: “بصفتي تونسية، مرتبطة جداً بفلسطين وسينما فلسطين، من الضروري بالنسبة إلي أن أتمكن من المساهمة في إعادة بناء هذه الروابط: على الرغم من التفتت والعقبات التي يضعها الاحتلال المستمر، تستمر السينما الفلسطينية في النمو”.
الأرشيف الفلسطينيّ في السينما والوثائق
إلى جانب الأفلام، ينظّم مهرجان حيفا المستقلّ للأفلام ورش عمل، دروس خبراء ومعرضًا فنيًا بعنوان “نافذة على العالم” لعبد الله غسّان، وهو معرض عن دور السينما في نابلس، الذي يعرض التاريخ الاجتماعي للمدينة من خلال وثائق متعلّقة بالسينما، كملصقات الأفلام التي كانت موجودة بداية العشرينات، وعرائض موقّعة من قبل المجتمع النابلسي. وبالتالي، يرصد المعرض التغييرات التي طرأت على دور السينما ومن خلالها تُعكس التغييرات التي طرأت على حياة الفلسطينيّين عبر مراحل تاريخيّة عديدة؛ قبل النكبة، بعدها، بعد حرب الـ 67 مرورًا بالانتفاضة الأولى وأوسلو.
من بين ورش العمل أيضًا سيضم المهرجان ورشة تصميم ملابس الأفلام مع حمادة عطالله لطلاب السينما والجمهور المهتم بهذا الشأن وبعلاقة تصميم الملابس بالأفلام والسردية السينمائيّة، وكيف أن عمل المصمم هو عبارة عن فتح نافذة أكبر لفهم شخصيات الفيلم من خلال التصميم. بالإضافة إلى ورشة مؤثرات بصريّة مع إيلي رزق، التي تهدف إلى فتح نافذة على الجانب التقنيّ المعاصر والتكنولوجيا للسينما. فيحاول المهرجان أن يخلق مساحة للربط بين الماضي/ الأرشيف وبين مواكبة التطورات التقنيّة.
Have a glimpse at our amazing movie selection for the 2019 Haifa Independent Film Festival 20-26.3.2019Opening Ceremony Wednesday 20.3 at Al MidanSee you at the Festival———————————–القوا نظرة على هذه اللقطات الرائعة من الأفلام التي اخترناها للعرض ضمن مهرجان حيفا المستقل للأفلام 26.3.2019-20حفل الإفتتاح يوم الاربعاء في مسرح الميداننلقاكم في المهرجان———————————–لشراء التذاكر أونلاين عبر موقع تزكرتيhttps://www.tzkrte.com/hiffللاستفسار | Info055-2563074#HIFF2019 #HIFF
Posted by Haifa Independent Film Festival on Friday, March 15, 2019
أكثر من خمسين فيلم في حيفا
سيضم مهرجان هذا العام 59 فيلما (11 فيلمًا روائيًا، 18 فيلمًا تسجيليًا، 30 فيلمًا قصيرًا)، عن هذا تقول حنان واكيم: “كمية الإنتاج السينمائيّة الفلسطينيّة والعربيّة، تدعو للفخر. كان علينا أن نختار عددًا محددًا منها لضيق المساحة. كما أن ما يميّز هذه الدورة هو عدد صانعات الأفلام النساء الفلسطينيّات والعربيّات، بالإضافة إلى التنوّع بالمواضيع والقصص المطروحة، السياسيّة والاجتماعيّة منها، وتسليط الضوء على فئات مجتمعيّة لا تحظى بتغطيّة كافيّة في السينما، مثل الكويريّين ومن لديه توحّد”.
من الجدير بالذكر أن مهرجان حيفا المستقلّ للأفلام يُقام بمبادرة مجموعة من عاملين وعاملات في القطاع السّينمائيّ والثقافيّ الفلسطينيّ، وسيُقام هذا العام في مساحات ثقافيّة وفنيّة فلسطينيّة عديدة ومستقلّة في المدينة، وهي؛ مسرح خشبة، كباريت، منجم، مساحة، بار غاليري فتّوش ومسرح الميدان. كما وأنّه يعمل جاهدًا ليحتضن شرائح متنوعة من المجتمع الفلسطينيّ، من أجيال متعددة، مما يجعل المهرجان فضاءً ثقافيًا يجمع شرائح مختلفة من الجمهور تحت سقف واحد، وبشكل مستقلّ.

فريق التحرير في مجلة فن